هالمستشفى في جميرا صوب جليز
مواطنـة تفقـد «جمجمتهـا» في مستشفى خاص
ميثاء ترقد في مستشفى ألماني. الإمارات اليوم
ميثا ترقد في المستشفى في ألمانيا
خبر عاجل
المصدر: أحمد المزاحمي - العين التاريخ: الأربعاء, مارس 18, 2009
انتزع مستشفى الجراحة العصبية والعمود الفقري في دبي جمجمة المواطنة ميثاء البلوشي «24 عاماً»، بالخطأ أثناء إجراء عملية قسطرة دماغية، وفق شقيقتها «أم سالم» التي أكدت أن ميثاء التي ترقد الآن في احد المشافي الالمانية تدفع ثمن خطأ ارتكبه طبيب، وهي التهمة التي نفاها المستشفى، وقال إن حالة المريضة كانت خطرة جداً، بسبب وجود تشوه وعائي دماغي، والمستشفى لم يقصر تجاهها وقدم لها الرعاية اللازمة.
وتفصيلاً، قالت ام سالم التي عادت لتوها من المانيا إن اختها «نقلت إلى هناك على نفقة الدولة، بعد تعرضها لخطأ طبي أدى الى اصابتها بالشلل النصفي والعجز عن الكلام أو الحركة أو السمع أو حتى النظر بشكل سليم، وباتت في غيبوبة».
وأوضحت أن أختها تسكن في منطقة الطوية في العين، وتزوجت قبل عام وأنجبت طفلة مبتسرة في الشهر الخامس من الحمل أسمتها غاية، وكان بقاؤها حية اشبه بالمعجزة، وأصبح عمرها الآن ثمانية أشهر، إلا أنها مازالت في العناية المركزة في مستشفى توام في العين.
وأضافت أم سالم «خلال شهر رمضان الماضي كانت ميثاء تستعد لاستقبال طفلتها بعد ان قرر الاطباء مغادرتها المستشفى بعد عيد الفطر مباشرة، ولكنها شعرت بصداع استدعى الذهاب إلى مستشفى الجيمي في العين، وهناك توقع الأطباء في البداية إصابتها بتشنجات، لكن صور الأشعة اظهرت تعرض احد شرايين الدماغ للانفجار، فطلب الأطباء تحويلها إلى مستشفى الشيخ خليفة في ابوظبي، لأن الطبيب المختص كان في إجازة، ونقلت إلى ابوظبي بواسطة سيارة الاسعاف وفي الطريق تقيأت ميثاء بسبب رائحة الوقود المنبعثة من السيارة، وفقا لأم سالم، ما أدى لاحقاً إلى إصابتها بتسمم رئوي.
وتابعت «تم إدخال ميثاء العناية المركزة، وقرر طبيب جراحة الأعصاب اجراء عملية جراحية في اليوم التالي، لكنه غيّر رأيه لاحقاً، وفضل اجراءها في مستشفى الجراحة العصبية والعمود الفقري في دبي، واخبر ذويها بأن نسبة نجاحها هناك 98٪، وتجرى بالقسطرة بدل الجراحة.
وأضافت «نقلنا ميثاء إلى دبي وقال الاطباء إن الجراحة تستغرق ساعتين، يجري خلالها زرع انسجة بدل الشريان الذي ينزف، باستخدام جهاز يشبه القلم، ونسبة نجاح العملية 75٪».
ووفقاً لأم سالم فإن خطأ نجم عن انحراف الجهاز عن مساره الصحيح، اصاب الجزء الأيمن بدمار مباشر، في حين استمر النزيف في الجهة اليسرى، وتابعت «استمرت العملية اكثر من ثماني ساعات، ولم احتمل الانتظار فدخلت غرفة العمليات لأرى ما يحدث، لكنني فوجئت بأن «حالتها حرجة وخطرة للغاية، وتم إدخالها العناية المركزة».
وقالت أم سالم التي اطلقت شكواها أمس في برنامج البث المباشر لإذاعة دبي «في اليوم الثاني اجريت لها جراحة استئصال جزء من الجمجمة، تم وضعه في ثلاجة لمدة ثلاثة أسابيع. وفي ثاني أيام عيد الفطر ارتفع ضغط الدماغ، فتم إجراء عملية ثالثة لتخفيف ضغط الدماغ، أدت إلى إصابتها بتسمم جلدي»، مضيفة أن ميثاء خضعت بعد ذلك لعملية رابعة، لإعادة الجمجمة. لكنها اصيبت بعد العملية بانتفاخ في الوجه بسبب ما تقول ام سالم إنه ناجم عن عدم تعقيم الجمجمة، ما أدى إلى إصابة المخ بنوع من البكتيريا، فاضطر الاطباء إلى إجراء جراحة خامسة لتنظيف الجمجمة، ثم قرروا بعد أسبوع اجراء جراحة سادسة لإزالة الجمجمة لأنهم رأوا أنها لم تعد صالحة.
وأضافت شقيقة المريضة أن الاطباء فتحوا لميثاء ثقباً في العنق للتنفس، رافق ذلك ارتفاع في درجات الحرارة استمر ثلاثة اشهر، وبدا وجهها كأنه محروق. وفي تلك الأثناء كان احد الاطباء يؤكد أنها ستكون بخير. لكن مع استمرار تدهور حالتها بدأنا في السعي لنقلها على حساب الدولة إلى أحد المستشفيات الالمانية.
وهناك رأى الاطباء أن حالتها باتت سيئة، بسبب كثرة العمليات الجراحة التي خضعت لها، فبادروا إلى وضع مادة البلاتين بدلاً من الجمجمة، إذ فوجئوا وفق أم سالم باستئصال جزء مهم من المخ يتحكم في الكلام وحركة الجسم في الجزء الأيمن، ما ادى إلى إصابتها بشلل نصفي، ولم تستطع ان تتحرك أو أن تتكلم أو تسمع
وفي المقابل قال المدير الطبي لمستشفى الجراحة العصبية والعمود الفقري في دبي الدكتور عبدالكريم مسدي، إن «المريضة ميثاء عانت من تشوه وعائي دماغي في احد الشرايين الرئيسة في المخ، ووصف بأنه عيب خلقي يُكشف بالنزيف»، وأضاف أنه عبارة عن فتق أو توسع كيسي في أحد شرايين المخ لكن حجمه كان كبيراً، ويكتشفه الإنسان في حال النزيف الدماغي فقط. وأشار إلى أن نحو 20٪ من المرضى يموتون من هذا النزيف، وآخرون تحدث لهم مضاعفات مثل الشلل والغيبوبة وغير ذلك.
وأوضح أن ميثاء تم تحويلها من مستشفى الشيخ خليفة لإجراء علاج القسطرة لأن العلاج بالقسطرة الوعائية يكون فائق الدقة، متابعاً «نحن لدينا اختصاصيون في هذا المجال».
وأضاف مسدي «شرحنا لذوي المريضة مخاطر القسطرة ونسبة نجاحها واحتمالات الفشل، وتم الحصول على موافقتهم مكتوبة خطياً في ورقة تتضمن شرحاً للمخاطر»، لافتاً إلى أنه «تم إجراء العملية الأولى بالقسطرة الدقيقة وتم وضع شبكات حلزونية عدة لسد الفراغ كي لا تعود مرة أخرى، ولكن عند وضع الشبكة الأخيرة حدث اختلاط تكنيكي في طرف الشبكة، إذ بقي جزء منها في داخل الكيس الدموي، والطرف الآخر ظهر مع الشريان المخي المتوسط، وحاول الطبيب أن يسحبها ولكنه لم يتمكن» وتابع «معروف أن وجود جسم غريب داخل الشريان قد يؤدي إلى التجلط، فوضعت المريضة تحت الأدوية التي تمنع التجلط، لكن حدث التجلط، ما أدى إلى انتفاخ شديد في المخ وزيادة ضغط الجمجمة، ودخلت المريضة غيبوبة عميقة تصل إلى شلل نصفي في الجزء المعاكس للشريان المتجلط».
وقال مسدي «قمنا بفتح الجمجمة وتوسيع الغشاء المغلق للمخ للسماح للمخ بالتنفس وتخفيف الضغط، ولولا هذه العملية لفقدت المريضة حياتها، وتم الاحتفاظ بالجمجمة في قسم التعقيم». متابعاً «استمرت المريضة في العناية المركزة فترة، وبدأت تتحسن تدريجياً، وبعد تراجع ضغط المخ أعيد تركيب القطعة العظمية للدماغ، وحدث التهاب في مكان العملية ما اضطرنا إلى إزالتها مرة ثانية»، وأوضح أن الالتهاب بعد الجراحة قد يحدث في جميع دول العالم من دون استثناء وفي جميع أنواع الجراحات، وعلى الرغم من حقن المضادات الحيوية القوية عن طريق الوريد أو الأوعية الدموية، حصل الالتهاب، حيث تمت معالجته ورفع القطعة العظمية التي وضعت. وأضاف مسدي «بعد ذلك حدث للمريضة بشكل تدريجي توسع في البطينات الدماغية التي تحتوي على السائل الدماغي الشوكي، وهذا بدوره ينتج دائماً عن النزيف الدماغي أو الالتهابات الدماغية»، مؤكداً أن «المستشفى قدم كل ما يستطيع تقديمه من رعاية وخدمة طبية، لكن هناك في مهنة الطب اختلاطات لا يستطيع الإنسان تجنبها 100٪»، مشيرا إلى أن الدكتور اندري لوغوفسكي الذي اجرى العملية لها، يقوم بهذا النوع من العمليات منذ سنوات طويلة وأنقذ حياة كثيرين من المرضى في الدولة